أمريكا تحذر إسرائيل: غزو رفح سيهدد إمدادات الأسلحة

من جاريت رينشو ونضال المغربي ومحمد سالم

واشنطن/القاهرة/رفح (قطاع غزة) (رويترز) - تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا ​​للمرة الأولى بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت قواتها غزوا كبيرا لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

يأتي هذا بينما من المقرر أن تستمر المفاوضات في القاهرة يوم الخميس بهدف التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.

وقال بايدن، الذي طلبت إدارته مرارا من إسرائيل وضع خطة لحماية المدنيين في رفح، في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن يوم الأربعاء "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة".

وأقر بايدن بأن القنابل التي قدمتها بلاده لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين في غزة خلال الهجوم المستمر بالقطاع منذ سبعة أشهر والذي يهدف إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتزيد تعليقات بايدن، وهي الأشد حدة حتى الآن، الضغوط على إسرائيل حتى تمتنع عن شن هجوم واسع النطاق على رفح، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد فرارهم من القصف والقتال في شمال القطاع.

ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل على ما قاله بايدن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن عملية رفح ستمضي قدما. وتقول إسرائيل إنها يجب أن تهاجم رفح لهزيمة الآلاف من مقاتلي حماس الذين تؤكد أنهم ينشطون هناك.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية والقصف بالدبابات على جنوب غزة بعد أن توغلت عند الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر يوم الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي.

ويتعرض بايدن لضغوط من الديمقراطيين واحتجاجات متزايدة في الجامعات لردع إسرائيل عن غزو رفح. وأصبح دعمه لإسرائيل عبئا سياسيا بينما يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، كما سرعت عمليات تزويدها بالأسلحة بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أعقبه الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقال بايدن إن إمدادات الأسلحة التي تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها، مثل نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، ستستمر.

وأكد مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء أن واشنطن علقت تسليم شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب خطرها على المدنيين في غزة.

وقالت أربعة مصادر إن شحنات الأسلحة، التي أرجئت لأسبوعين على الأقل، شملت قذائف تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة وكذلك قنابل صغيرة القطر.

وهذه الأسلحة جزء من شحنة سبق الموافقة عليها إلى إسرائيل، وليس حزمة المساعدات التي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار ووافق عليها الكونجرس في أبريل نيسان.

ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان هذا القرار بأنه "مخيب للآمال للغاية" لكنه عبر عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.

* محادثات في القاهرة

قالت حركة حماس في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء إنها لن تقدم تنازلات أخرى لإسرائيل في المفاوضات بشأن هدنة في غزة.

وفي القاهرة، تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر منذ يوم الثلاثاء. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مطلع قوله إن "النقاط الخلافية يجري العمل على تذليلها خلال المفاوضات التي تستكمل اليوم الخميس" وإن هناك دلائل على أنه سيتم التوصل إلى اتفاق، دون تقديم تفاصيل.

لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في قطر قال في بيان في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء إن الحركة لن تذهب أبعد من اقتراح وقف إطلاق النار الذي قبلته يوم الاثنين. ويتضمن الاقتراح أيضا إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وقال الرشق "إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاء لاجتياح رفح واحتلال المعبر".

وأعلنت إسرائيل يوم الاثنين أن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس المكون من ثلاث مراحل غير مقبول لأنه تم تخفيف الشروط. ولم ترد على الفور على بيان حماس.

وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إن حماس عدلت اقتراحها الخاص بوقف إطلاق النار وإن التعديل يمكن أن يؤدي لتجاوز الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات.

وقبل ساعات قليلة فقط من أحدث تعليق لحماس، ظلت واشنطن تردد أن الجانبين ليسا متباعدين كثيرا.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين "نعتقد أن هناك مسارا يفضي إلى اتفاق... الجانبان قريبان بدرجة كافية بحيث ينبغي عليهما بذل كل ما في وسعهما للتوصل إلى اتفاق".

وبدأت الحرب عندما شن مسلحو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، من بينهم 128 ما زالوا محتجزين في غزة و36 أُعلنت وفاتهم، وفقا لأحدث أرقام إسرائيلية.

* "كارثة إنسانية" تلوح في الأفق

قالت حماس إن مقاتليها خاضوا معارك يوم الأربعاء مع القوات الإسرائيلية في شرق رفح، وإن مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي هاجموا جنودا ومركبات عسكرية إسرائيلية بمدفعية ثقيلة قرب المطار المهجور منذ مدة طويلة.

وقال مسعفون إن قذائف الدبابات الإسرائيلية سقطت في وسط رفح مما أدى إلى إصابة 25 شخصا على الأقل يوم الأربعاء. وقال سكان إن غارة جوية إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص وأصابت 16 آخرين في غرب رفح.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه عثر على بنية تحتية لحماس في عدة مواقع شرق رفح، وأن قواته تنفذ هجمات محددة الأهداف في المدينة وتشن غارات جوية في أنحاء القطاع.

وتقول الأمم المتحدة وسكان غزة ومنظمات إنسانية إن أي توغل إسرائيلي إضافي في رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية.

وأكد مسؤول بالأمم المتحدة أن قطاع غزة لم يدخله أي وقود أو مساعدات بسبب العملية العسكرية، وهو وضع "كارثي لجهود الإغاثة الإنسانية" في غزة حيث يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع.

ويتكدس الفلسطينيون في مخيمات وملاجئ مؤقتة ويعانون من نقص الغذاء والماء والدواء.

وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي في مناشدة للمجتمع الدولي كي يتدخل "يتردد في شوارع المدينة صدى صراخ أرواح بريئة أزهقت، وعائلات تقطعت أواصرها، ومنازل تحولت إلى أنقاض. نقف على أعتاب كارثة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة".

(إعداد دعاء محمد ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)

2024-05-09T08:53:02Z dg43tfdfdgfd