إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون التوصل لاتفاق

من نضال المغربي ومحمد سالم وجاريت رينشو

واشنطن/القاهرة/رفح (قطاع غزة) (رويترز) - قال سكان إن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت مناطق من رفح يوم الخميس، وذلك بعد تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا اجتاحت قواتها المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أن أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة لوقف الأعمال القتالية انتهت وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من القطاع الفلسطيني وفقا للمخطط.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل قدمت للوسطاء تحفظاتها على مقترح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وأن الوفد الإسرائيلي سيغادر العاصمة المصرية.

وفي غزة، قالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون على دبابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.

وقال سكان ومسعفون في رفح، وهي المدينة الرئيسية الوحيدة في غزة التي لم تجتحها القوات البرية الإسرائيلية بعد، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بنيران دبابة إسرائيلية قرب مسجد في حي البرازيل في شرق المدينة.

وأظهر مقطع مصور من الموقع منارة المسجد وسط الأنقاض وجثتين ملفوفتين في أغطية ورجلا مصابا يجري نقله بعيدا عن الموقع.

وعند الطرف الشرقي للمدينة قال سكان إن طائرة هليكوبتر فتحت النار، فيما حلقت طائرات مسيرة فوق المنازل في عدة مناطق وبعضها على مقربة من أسطح البنايات.

وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يختبئون في رفح التي لجأ لها مئات الآلاف من الفلسطينيين فرارا من القتال في باقي أنحاء القطاع، وإن من الضروري أن تقضي عليهم حفاظا على أمنها.

وقال نازح يدعى محمد عبد الرحمن إنه يخشى من أن يكون القصف الإسرائيلي علامة على اجتياح المدينة.

وأضاف عبد الرحمن البالغ من العمر 42 عاما لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "يذكرني ذلك بما حدث قبل اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمناطقنا السكنية في مدينة غزة، عادة ما يتيح القصف العنيف للدبابات بالتوجه نحو أماكن تعتزم اجتياحها".

وذكر مصدران أمنيان مصريان أن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة أحرزت نوعا من التقدم، إلا أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق.

وغادر وفد حماس إلى الدوحة لإجراء مشاورات وحمل إسرائيل مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وتقول إسرائيل إنها منفتحة على الهدنة، لكنها ترفض مطالب إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس.

وفي أشد تصريحاته حدة حتى الآن، قال بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن يوم الأربعاء "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أزودهم بالأسلحة". وذكر بايدن أن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أسفر عن مقتل نحو 35 ألف فلسطيني وإصابة قرابة 80 ألفا معظمهم مدنيون.

وشنت إسرائيل هجومها عقب هجوم الحركة في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل التي تقول إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة. وتشير أحدث بيانات إسرائيلية إلى أن نحو 128 من الرهائن ما زالوا محتجزين في غزة وأن 36 أُعلنت وفاتهم.

* 80 ألف فلسطيني يفرون مجددا هذا الأسبوع

سيطرت الدبابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق المساعدات الحيوي إلى القطاع وأجبر 80 ألف شخص على النزوح من المدينة هذا الأسبوع، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.

وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على موقع إكس "التداعيات على تلك الأسر غير محتملة، لا يوجد مكان آمن".

ولم يشر بيان للجيش الإسرائيلي بخصوص العمليات في غزة صباح يوم الخميس إلى رفح.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، كما سرعت عمليات تزويدها بالأسلحة بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي أعقبه الهجوم الإسرائيلي على غزة. وأقر بايدن بأن القنابل التي قدمتها بلاده لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين في غزة خلال الهجوم المستمر بالقطاع منذ سبعة أشهر.

وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن أوقفت تسليم شحنة مكونة من 1800 قنبلة زنة 2000 رطل و1700 قنبلة زنة 500 رطل إلى إسرائيل بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين في غزة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان أشار يوم الخميس إلى أن القرار الأمريكي بوقف بعض شحنات الأسلحة يعرقل إلى حد كبير قدرة إسرائيل على تحييد قوة حماس.

لكن وزير الدفاع يوآف جالانت ذكر "أعداء وأصدقاء" إسرائيل أنها ستفعل ما يتطلبه الأمر لتحقيق أهدافها الحربية في غزة.

في غضون ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها بالدبابات على قطاع غزة يوم الخميس. وقال سكان إن الدبابات توغلت في حي الزيتون في مدينة غزة في شمال القطاع، مما أجبر مئات الأسر على الفرار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقوم بتأمين الحي، وبدأ بسلسلة من الضربات الجوية التي تستند إلى معلومات مخابراتية استهدفت نحو 25 "هدفا إرهابيا".

واحتشد الآلاف في دير البلح بوسط غزة بعد الفرار من رفح في الأيام القليلة الماضية. وقال مسعفون فلسطينيون إن شخصين، منهما امرأة، قتلا عندما أطلقت طائرة مسيرة صاروخا على مجموعة من السكان هناك.

* مدير (سي.آي.إيه) يتنقل بين القدس والقاهرة

تجتمع وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في القاهرة منذ يوم الثلاثاء. ويجري وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) رحلات مكوكية بين القاهرة والقدس، إذ اجتمع يوم الأربعاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في قطر قال إن وفد الحركة غادر القاهرة وأعاد تأكيد موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاقتراح أيضا إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة ونساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

* انهيار القطاع الطبي

قالت وزارة الصحة الفلسطينية ايوم الخميس إن إغلاق معبر رفح مع مصر حال دون إجلاء المصابين والمرضى ودخول الإمدادات الطبية وشاحنات الغذاء والوقود الضروري لتشغيل المستشفيات.

وأضافت الوزارة أن مركز غسيل الكلى الوحيد في منطقة رفح توقف عن العمل بسبب القصف.

وقال الجراح الأردني علي أبو خرمة المتطوع في مستشفى الأقصى في دير البلح إنه كان يتسنى إدخال المساعدات الطبية، لكنها توقفت الآن.

وأضاف "القطاع الطبي كاملا منهار".

(شارك في التغطية ميتال أنجيل من القدس وأحمد محمد حسن من القاهرة ودعاء روقة من غزة ومكاتب رويترز حول العالم - إعداد دعاء محمد ومروة سلام ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

2024-05-09T18:39:11Z dg43tfdfdgfd