القوات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد ليلة من المعارك الضارية

من نضال المغربي

القاهرة (رويترز) - تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى أطراف منطقة مزدحمة في قلب مدينة رفح يوم الأربعاء خلال ليلة شهدت واحدة من أعنف موجات القصف على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى فرار مئات الآلاف من المنطقة التي لجأ إليها نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وقطع أيضا طرق المساعدات إلى غزة، مما أثار مخاوف دولية إزاء سقوط أعداد كبيرة من القتلى وتفشي المجاعة.

وتقول إسرائيل إنه ليس أمامها خيار سوى مهاجمة رفح للقضاء على آخر كتائب لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعتقد أنها تختبئ هناك. وتتحرك القوات الإسرائيلية ببطء نحو الضواحي الشرقية لرفح منذ بداية الشهر.

وقال سكان ومسلحون إن الدبابات اتخذت مواقع جديدة يوم الأربعاء أبعد إلى الغرب من ذي قبل على طول السياج الحدودي الجنوبي مع مصر وتتمركز الآن على حافة حي يبنا في وسط رفح. ولم تتوغل الدبابات في الحي بعد لشدة القتال.

وذكر الجناح العسكري لحركة حماس أنه استهدف مدرعتين لنقل الجنود عند بوابة على السياج الحدودي بصواريخ مضادة للدبابات.

وقال سكان فلسطينيون إن طائرات مسيرة إسرائيلية أطلقت النار على حي يبنا وفتحت النار ليلا على قوارب صيد على شاطئ رفح مما أدى إلى اشتعال النيران في بعضها.

وقال أحد سكان رفح بعدما طلب عدم ذكر اسمه "إطلاق النار من القوات الاسرائيلية ما توقفش طول الليل، من الطيارات المسيرة والزنانات ومن الهليكوبتر ومن الطيارات الحربية ومن الدبابات".

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "الدبابات توغلت شي محدود جنوب شرق رفح تحت غطاء كثيف من النيران اللي استمر طول الليل".

ولم يصدر أي بيان فوري من الجيش الإسرائيلي حول رفح. وقال إنه قتل عددا من المسلحين في عمليات محددة في خان يونس شمالي رفح، وفي شمال قطاع غزة حيث عادت القوات في عملية كبيرة في منطقة قالت إسرائيل قبل شهور إنها قضت فيها على مقاتلي حماس.

وقدّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة، أنه حتى يوم الاثنين فر أكثر من 800 ألف شخص من رفح منذ أن بدأت إسرائيل استهداف المدينة في أوائل مايو أيار رغم المناشدات الدولية.

وشنت إسرائيل حربها على غزة في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أزهقت أرواح ما يربو على 35 ألف فلسطيني ويُخشي أن يكون هناك آلاف آخرون تحت الأنقاض.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل في هجوم على منطقة خان يونس شخصا يُدعى أحمد ياسر القرا، ووصفه بأنه "عنصر بارز في وحدة الصواريخ المضادة للدروع" التابعة لحماس إلى جانب اثنين آخرين.

وجاء في البيان أن "القرا شارك في مذبحة السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل وكان أحد أهم منفذي العمليات بالصواريخ المضادة للدبابات ونفذ هجمات على الجيش الإسرائيلي خلال الحرب".

وأضاف البيان أن خمسة مسلحين آخرين قتلوا داخل إحدى المدارس.

وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت سبعة أشخاص في منزل واحد في بلدة الزوايدة بوسط قطاع غزة.

وقال المسعفون إن غارة جوية إسرائيلية بعد منتصف الليل بقليل على منزل في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال، في حين أدت غارة جوية أخرى على مسجد يأوي عائلات نازحة في مدينة غزة إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص.

وعلى الطرف الشمالي من القطاع في مخيم جباليا، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها البري المستمر منذ أسبوعين بالتوازي مع هجوم رفح.

ويقول مسؤولو الصحة والسكان إن أحياء سكنية بأكملها دُمرت وقُتل عشرات الأشخاص جراء العملية، في منطقة سحبت منها إسرائيل قواتها بعد أن قالت إنها "فككت" حماس في يناير كانون الثاني. وتقول إسرائيل إنها اضطرت للعودة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك.

(إعداد عبد الحميد مكاوي ودنيا هشام ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

2024-05-22T23:48:18Z dg43tfdfdgfd