تداول ناشطون على وسائط التواصل الاجتماعي في السودان، يوم الأحد، مقطع فيديو صادما جديدا يظهر جنودا تابعين للجيش وهم يحتفون بنهش وإخراج أحشاء مواطن تم قتله في إحدى مناطق "المناقل" في الجزيرة بوسط البلاد.
وعبر سودانيون عن صدمتهم الشديدة حيال التطورات التي وصلت إليها الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، مبديين مخاوفهم من تزايد سلوك الجماعات المتطرفة بين مقاتلي الجيش.
وحذر بيان منسوب للجان شبابية في المنطقة التي وقعت فيها الحادثة من الرعب الكبير الذي تسببه أعمال القتل البشعة التي ظل يرتكبها "جهاديو الجيش" والتي سببت رعبا مستمرا في أذهان السودانيين.
وقال البيان إن "حلفاء الجيش من الإرهابيين يواصلون ارتكاب عمليات القتل مبتكرين طرقا بشعة جديدة لا يقبلها العقل ولا الإحساس البشري".
وأشار البيان إلى أن مثل هذا السلوك الدخيل على المجتمع، يقود البلاد لمستنقع الإرهاب.
أخبار ذات صلة
وفي السياق، قال محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، "صورة الجنود الدواعش العسكريين، الذين يتبعون للجيش السوداني، وهم يتناهشون أحشاء لجثمانِ مواطن سوداني بصورة صادمة، تعيد إلى الأذهان سلسلة الجرائم البشعة والوحشية، التي ارتكبت كجزء من العنف، الذي مارسته الدولة تجاه المدنيين السودانيين".
وأضاف التعايشي "رغم مشاركة عناصر داعش في الحرب الحالية، إلا أن هذا القتل الوحشي ينبغي النظر إليه وفهمه في إطار عنف الدولة ومؤسساتها، التي يجب تغييرها بشكل جذري وشامل".
وتمتنع سكاي نيوز عربية عن نشر الفيديو نظرا لما يحتويه من "مناظر بشعة" لا يليق نشرها.
مؤشرات خطيرة
تأتي الحادثة الجديدة ضمن سلسلة انتهاكات ارتكبت في حق المدنيين في عدة مناطق وأثارت غضبا محليا ودوليا كبيرا؛ ووسط مخاوف من تسلل عناصر إرهابية إلى السودان مستغلين حالة السيولة الأمنية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 وما صاحبها من عمليات تجييش وتسليح شعبي، وشكوك حول ارتباط كتائب تقاتل إلى جانب الجيش بمجموعات إرهابية خارجية.
ومنذ اندلاع الحرب، وثق حقوقيون العديد من المقاطع والصور التي احتوت على رسائل تهديدية وتحريضية موجهة إلى دول ومجموعات سياسية بعينها، في حين احتوى البعض الآخر على أعمال قتل وتمثيل بالجثث.
ووعد الجيش السوداني في بيان صادر عن الناطق الرسمي للجيش في يناير بإجراء تحقيقا في واقعة قطع رؤوس ثلاثة شبان في ولاية شمال كردفان، لكن حتى الآن لم يصدر أي بيان من الجيش يؤكد إجراء التحقيق.
وكان شمس الدين كباشي نائب قائد الجيش السوداني قد حذر قبل بضعة أسابيع من الخطر الذي يمكن أن ينجم عن تلك المجموعات، ورفض أن يكون الجيش مطية لأي مجموعة سياسية.
وتحظر القاعدة 113 من القانون الدولي وأكثر من 10 مواد من ميثاق روما الموقع في العام 1949 سوء معاملة جثث الموتى في النزاعات المسلحة، وتعتبره "ارتكاب اعتداء على الكرامة الشخصية"، بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما تعتبر القاعدة 156 من القانون الدولي الإنساني إساءة التعامل مع الأسرى او القتلى في النزاعات المسلحة جريمة حرب مكتملة الأركان.
سلسلة أحداث ارهابية