مصر والكويت تطالبان بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة

الكويت (رويترز) - طالبت مصر والكويت "بوقف فوري ومستدام" لإطلاق النار في قطاع غزة وتيسير الدخول الآمن والكافي للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في "الأرض المحتلة".

وأكدت الدولتان في بيان مشترك في ختام زيارة دولة قام بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر يوم الثلاثاء "رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية".

وهذه أول زيارة يقوم بها أمير الكويت لمصر منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده في ديسمبر كانون الأول الماضي.

وتؤكد الكويت دائما على دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع إسرائيل.

وأكد البيان على أهمية حل الدولتين في تسوية القضية الفلسطينية "وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية" ورفضهما القاطع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، قام أمير الكويت، الذي تولى قيادة البلاد خلفا لأخيه الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، بزيارات مماثلة لكل دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأردن.

* العراق وإيران

أكد الجانبان على أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية العراقية لما بعد العلامة البحرية 162 وفقا لقواعد القانون الدولي.

وتطرق البيان لضرورة الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله الموقعة بين الكويت والعراق في 2012، وأهمية "ضمان أمن وسلامة الملاحة في ممر خور عبد الله المائي وضرورة تأمينه من أية أنشطة إرهابية أو إجرامية عابرة للحدود".

وأكد الجانبان أيضا على أن حقل الدرة للغاز يقع بأكمله في المناطق البحرية للكويت وأن ملكية الثروات الطبيعية في منطقه الحقل بكامله هي ملكية كويتية سعودية فقط "ورفض أي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في تلك المنطقة".

وسبق أن طالبت إيران بحصة في الحقل ووصفت الاتفاق الكويتي السعودي لتطويره والموقع في عام 2022 بأنه "غير قانوني".

* العلاقات المشتركة

خلال زيارته لمصر اجتمع أمير الكويت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وترأسا جلسة مباحثات رسمية تناولت الشؤون الإقليمية والعلاقات بين الجانبين.

وقال البيان إن الجانبين بحثا مختلف أوجه التعاون المشترك في القطاعات الاستثمارية والتجارية والطاقة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والسياحة.

وأضاف أنهما أشادا "بالتقدم الراهن في هذه القطاعات وما تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على نحو خاص من نمو مطرد".

وقال سفير الكويت في مصر غانم الغانم لوكالة الأنباء الكويتية إن الزيارة "من شأنها أن تعطي دفعة للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع".

وكان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح زار مصر مرتين عندما كان وليا للعهد ممثلا لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأولى في 2022 للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 27) والثانية في 2023 لحضور (قمة القاهرة للسلام).

وتعود العلاقات بين الكويت ومصر إلى ما قبل استقلال الكويت في 1961، حيث دأب البلدان على تنسيق مواقفهما على المستويين الدولي والإقليمي.

وكانت مشاركة الكويت بلواء اليرموك الذي مثل ثلث القوة العسكرية الكويتية آنذاك في حرب مصر ضد إسرائيل عام 1973 علامة بارزة في تاريخ البلدين.

كما كانت مشاركة مصر عسكريا في تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1990، ضمن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة علامة بارزة أخرى.

ويوجد في الكويت حاليا جالية مصرية تصل إلى نحو 700 ألف شخص، كما يوجد أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة كويتيين يدرسون بالجامعات المصرية.

وعلى مدى عقود ساهم الصندوق الكويتي للتنمية في تنفيذ العديد من المشاريع في مصر عبر 54 قرضا بلغت قيمتها 3.75 مليار دولار، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا، بينما تبلغ الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة في مصر نحو 15 مليار دولار، والاستثمارات المصرية بالكويت 1.1 مليار دولار.

وأشار السفير الغانم إلى "تطابق مواقف قيادتي البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية كافة لا سيما القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان وحشي مستمر للشهر السابع على التوالي".

وشدد على أن الزيارة تؤكد حرص القيادة الكويتية على توثيق التواصل والتشاور بين الكويت والقاهرة حول مستجدات الأحداث إقليميا ودوليا إلى جانب بحث القضايا محل الاهتمام المشترك وتطوير العلاقات الثنائية.

ومن المتوقع أن يحافظ الشيخ مشعل الأحمد على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية كما هي، ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له.

كان مصدر كويتي قال لرويترز عند تولي الأمير الجديد قيادة البلاد إن الشيخ مشعل "يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص"، مضيفا أن أمير الكويت الجديد قلق إزاء الوضع في المنطقة.

(تغطية صحفية للنشرة العربية أحمد حجاجي - تحرير حسن عمار)

2024-04-30T20:45:14Z dg43tfdfdgfd