نتنياهو يتوعد باجتياح رفح وإسرائيل تنتظر رد حماس

من دان وليامز ونضال المغربي

القدس/القاهرة (رويترز) - توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بالمضي في الهجوم الذي يهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وتزايدت التوقعات في الأيام القليلة الماضية بقرب التوصل لاتفاق في أعقاب تجدد الجهود بقيادة مصر لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس.

ورغم ذلك قال نتنياهو إنه سواء جرى التوصل لاتفاق أم لا، فإن إسرائيل عازمة على المضي في العملية لتدمير التشكيلات القتالية المتبقية لحماس في رفح، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني فروا من منازلهم وسط عمليات عسكرية إسرائيلية في مناطق أخرى بالقطاع منذ أكتوبر تشرين الأول.

وأضاف نتنياهو في بيان أن "فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خيارا مطروحا".

وتابع قائلا "سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك، باتفاق أو دونه، من أجل تحقيق النصر الكامل".

وقال مصدر مقرب من نتنياهو في وقت سابق يوم الثلاثاء إن إسرائيل تنتظر رد حماس على مقترحات لوقف القتال في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين قبل إرسال فريق إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.

ويصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب مساء يوم الثلاثاء بعد زيارة للرياض للمساعدة في التوسط في اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وذلك في وقت تزيد فيه الضغوط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب التي تقترب من إتمام شهرها السابع.

ولكن حتى الآن لم تظهر مؤشرات تذكر على الاتفاق بشأن نقطة الخلاف الجوهرية بين الجانبين، وهي مطلب حماس بأن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات ووقف دائم للعملية الإسرائيلية في غزة.

وقال مسؤول فلسطيني من جماعة متحالفة مع حماس "لا يعقل أن نقول لشعبنا إن الاحتلال سوف يبقى أو إن القتال سيستمر بعد أن تحصل إسرائيل على أسراها... شعبنا يريد أن يتوقف هذا العدوان".

وبالنسبة لنتنياهو، من المرجح أن يتأثر قراره بانقسامات داخل حكومته بين وزراء يسعون إلى استعادة بعض المحتجزين في غزة والبالغ عددهم 133، ووزراء ينتمون إلى اليمين المتطرف يصرون على المضي قدما في هجوم طال انتظاره على ما تبقى من كتائب لحركة حماس في مدينة رفح بالجنوب.

* "الفرصة الأخيرة"

لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن العملية في رفح يمكن تأجيلها إذا قبلت حماس المقترح الحالي الذي لا يتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار لكن ينطوي على إعادة 33 من الرهائن من النساء والأطفال ومن يحتاجون لرعاية صحية، في مقابل الإفراج عن عدد أكبر بكثير من السجناء الفلسطينيين وتوقف محدود للقتال.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المحادثات "بالنسبة لإسرائيل، هذه هي الفرصة الأخيرة لتأجيل عملية تمشيط رفح. بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل تعبئة القوات لهذه العملية".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن فرقتين غادرتا قطاع غزة الأسبوع الماضي من أجل إصلاح معدات وإجراء تدريبات، إضافة إلى تقييم العمليات استعدادا لمواصلة العمل في القطاع.

وأضاف أن "قادة الفرقتين حصلوا على الموافقة على خطط المهام المقبلة ويواصلون حاليا تعزيز الجاهزية في جميع المجالات والتدريب".

ويتعقد موقف نتنياهو أيضا وسط حديث عن احتمال أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه هو وغيره من كبار القادة الإسرائيليين بتهم تتعلق بنهج إدارة الحرب.

ولم تؤكد المحكمة حتى الآن أيا من هذه التكهنات، مما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى توجيه السفارات الإسرائيلية بتعزيز إجراءاتها الأمنية.

إلا أن تلك الأنباء سلطت الضوء على مخاوف في إسرائيل من تزايد عزلتها نتيجة الحملة العسكرية في قطاع غزة التي أثارت قلقا دوليا من حجم الدمار واحتمال الانزلاق إلى صراع إقليمي أوسع.

(إعداد أميرة زهران وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

2024-04-30T16:59:38Z dg43tfdfdgfd