هذا الفيديو يعود لتظاهرة ضدّ اليمين المتطرّف في ألمانيا وليس لتحرّكات طلاّب جامعة كولومبيا تضامناً مع غزّة

في الأسابيع الأخيرة، اندلعت حتجاجات في جامعات أميركيّة عدّة حيث تظاهر الطلاب ضد الحرب في غزة ودعوا الجامعات إلى قطع العلاقات المالية المباشرة أو غير المباشرة مع شركات تصنيع الأسلحة الأميركية والمؤسسات الإسرائيلية. في هذا السياق ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لتظاهرة ضخمة زعم ناشروه أنّه لطلاّب جامعة كولومبيا. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مصوّر في ألمانيا قبل أشهر خلال تظاهرة ضدّ اليمين المتطرّف.

يتضمّن الفيديو لقطات جويّة لتظاهرة ضخمة، وجاء في التعليق المرافق له "تحيّة لطلاّب جامعة كولومبيا في أميركا".

حظي الفيديو بانتشار واسع على مواقع التواصل باللغة العربيّة وبلغات أخرى حول العالم منذ أواخر شهر نيسان/أبريل 2024.

ويأتي تداول هذه المشاهد  بعد أن اندلعت احتجاجات في جامعات عدة في مختلف أنحاء الولايات المتّحدة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تظاهر الطلاب ضد الحرب في غزة ودعوا الجامعات إلى قطع العلاقات المالية المباشرة أو غير المباشرة مع شركات تصنيع الأسلحة الأميركية والمؤسسات الإسرائيلية. 

وألغت جامعة كولومبيا، مركز التظاهرات، الاثنين حفل التخرج الرئيسي. واعتقل فيها ما لا يقل عن 100 متظاهر مؤيدين للفلسطينيين الأسبوع الماضي، وانتقد الطلاب ما اعتبروه "رداً قاسياً".

وأدان الرئيس جو بايدن الثلاثاء تصاعد معاداة السامية وذلك في خطاب ألقاه في مبنى الكابيتول وقال فيه "لا يوجد مكان في أيّ حرم جامعي في أميركا - أي مكان في أميركا - لمعاداة السامية أو خطاب الكراهية أو التهديد بالعنف من أي نوع".

وقال الطلاب المحتجون، بمن فيهم طلاب يهود، إنّهم نددوا بأعمال معاداة السامية في المسيرات الصاخبة أحياناً، متهمين منتقديهم بالخلط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.

وانتقد الطلاب أيضا ما يقولون إنه رد فعل عنيف من الشرطة، حيث تم اعتقال أكثر من ألفي طالب في جميع أنحاء البلاد، مشيرين إلى أنه يتم تجاهل المضايقات التي يتعرض لها المسلمون والفلسطينيون والطلاب اليهود المعارضون للحرب.

وحذرت الشرطة من أنها لن تسمح بإقامة مخيم جديد في الموقع.

وفي أحدث مواجهة مع الطلاب أخلت الشرطة بالقوة مخيّماََ لطلاب متضامنين مع الفلسطينيين في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية الأربعاء.

فيديو قديم من ألمانيا

إلا أنّ المشاهد المتداولة لا علاقة لها بهذه التحرّكات. 

فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى المقطع نفسه منشوراً في صفحة شركة إنتاج ألمانيّة على موقع يوتيوب بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2024.

وجاء في التعليق المرافق له "أكبر تظاهرة ضدّ حزب البديل من أجل ألمانيا (يمين متطرّف)" في هامبورغ.

ووتتطابق عناصر الفيديو مع محيط منتزه يونغفرنشتيغ في هامبورغ حيث أقيمت التظاهرة، كما يظهر في خدمة خرائط غوغل.

وقد وزّعت وكالة فرانس برس وقنوات إخباريّة ألمانيّة عدّة مشاهد من التظاهرة نفسها. 

وتظاهر آنذاك نحو 250 ألف شخص في كل أنحاء ألمانيا ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي ناقش عدد من أعضائه الطرد الجماعي لأشخاص من أصول أجنبية.

واندلعت التعبئة بعد أن كشف موقع "كوريكتيف" الاستقصائي الألماني في 10 كانون الثاني/يناير عن اجتماع عقده متطرفون في بوتسدام قرب برلين، حيث نوقشت في تشرين الثاني/نوفمبر خطة للطرد الجماعي لأجانب أو لأشخاص من أصول أجنبية.

وشدد عدد من القادة السياسيين، بينهم المستشار الديموقراطي الاشتراكي أولاف شولتس، على أن أي خطة لطرد أشخاص من أصول أجنبية هي هجوم على الديموقراطية.

2024-05-10T10:41:20Z dg43tfdfdgfd