الشرطة تزيل مخيما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة كاليفورنيا-لوس انجليس وتحتجز محتجين

لوس انجليس (رويترز) - اقتحم مئات من أفراد الشرطة الذين يعتمرون خوذات موقع احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا-لوس انجليس في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس وألقوا القبض على من اعترضهم من المحتجين وأزالوا مخيمهم.

وتمثل حملة القمع التي نفذتها الشرطة داخل الحرم الجامعي قبل فجر يوم الخميس أحدث نقطة اشتعال للتوتر المتصاعد في حرم الجامعات الأمريكية، إذ أدت الاحتجاجات على الحرب الإسرائيلية في غزة إلى نشوب اشتباكات بين الطلاب مع بعضهم البعض ومع سلطات إنفاذ القانون.

وقال أحد الطلاب أمام كاميرات التلفزيون بينما كانت الشرطة تسحبه بعيدا "أنا طالب هنا. أنا متخصص في اللغة الإنجليزية... من فضلكم لا تخذلونا. لا تخذلونا".

وقبل تحركها حثت الشرطة المتظاهرين في إعلانات متكررة عبر مكبرات الصوت على إخلاء منطقة الاحتجاج التي احتلت ساحة مركزية بحجم ملعب لكرة القدم.

وبعد تجمعهم في محيط الحرم الجامعي لعدة ساعات اقتحم أفراد الشرطة في نهاية المطاف المنطقة في صفوف ممسكين بهراوات بينما وقف المحتجون، وبعضهم يرتدون خوذا بيضاء، مشبكين أذرعهم في محاولة لمنع تقدم أفراد الشرطة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أفراد الشرطة وهم يزيلون الخيام والمخيم الرئيسي بينما يجلس على الأرض محتجون محتجزون بعد تقييد أيديهم خلف ظهورهم.

ويحتشد الطلاب أو ينصبون خياما في عشرات الجامعات الأمريكية منذ أيام ويطالبون الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ببذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء في غزة، كما يطالبون جامعاتهم بإلغاء تعاقداتها مع الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية.

واستدعت إدارات كثير من الجامعات، ومنها جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، الشرطة لقمع الاحتجاجات.

وفي نيوهامبشير، ألقت الشرطة القبض على ما يقرب من 100 محتج في وقائع منفصلة بجامعة دارتمث وجامعة نيوهامبشاير خلال الليل، وفضت المخيمات.

وفي بورتلاند بولاية أوريجون، دخلت الشرطة صباح الخميس مكتبة جامعة بورتلاند ستيت، حيث بدأت في إلقاء القبض على محتجين تحصنوا بها منذ يوم الاثنين.

وخرج بايدن يوم الخميس عن صمته بخصوص الاحتجاجات بعدد من الجامعات الأمريكية على الحرب في غزة قائلا إن للأمريكيين الحق في الاحتجاج لكن ليس في إطلاق العنان للعنف.

وقال بايدن في تصريحات بالبيت الأبيض "هناك حق في الاحتجاج، لكن ليس في إثارة الفوضى".

وأضاف "تدمير الممتلكات ليس احتجاجا سلميا. إنه مخالف للقانون. التخريب والتعدي على ممتلكات الغير وتحطيم النوافذ وإغلاق الجامعات والإجبار على إلغاء الفصول الدراسية وحفلات التخرج، لا شيء من هذا احتجاج سلمي".

لكن بايدن رفض أيضا فكرة نشر الحرس الوطني الأمريكي في الجامعات.

يسير الرئيس الديمقراطي الذي يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني بحذر على خط دقيق في مواجهة انتقادات من اليمين واليسار بشأن سياسته تجاه إسرائيل. ويخوض بايدن الانتخابات أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

* اشتباكات في الحرم الجامعي

في جامعة كاليفورنيا-لوس انجليس، سُمع صوت عشرات الانفجارات المدوية أثناء اشتباك بسبب قنابل صوتية أطلقتها الشرطة أثناء اقتحامها مخيم المحتجين في ساعات الصباح الأولى.

وسعى المحتجون الذين كان بعضهم يحتمي بدروع بدائية ومظلات إلى منع تقدم رجال الشرطة بكثرة عددهم بينما هتفوا قائلين "صدوهم" وسلطوا أضواء ساطعة على عيون أفراد الشرطة.

وقدرت محطة التلفزيون المحلية كيه.إيه.بي.سي-تي.في أن ما بين 300 إلى 500 محتج كانوا قابعين داخل المخيم ويتشح كثيرون منهم بالكوفية الفلسطينية بينما تجمع نحو ألفي محتج آخرين خارج الحواجز لدعمهم.

وشوهد محتجون يعتمرون قبعات صلبة ونظارات واقية وأقنعة تنفس تحسبا للحصار غداة إعلان الجامعة أن المخيم غير قانوني.

ومع شروق الشمس، كانت الساحة مليئة بما تبقى من المخيم، من خيام وبطانيات وأوعية طعام وأعلام فلسطينية وخوذ مقلوبة. ووقف صف من أفراد الشرطة المسلحين بهراوات على حافة الساحة بينما رددت مجموعة صغيرة ممن تبقى من المحتجين هتافات في مواجهة الشرطة من مكان قريب.

وتأتي الاحتجاجات في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل مما أسفر بحسب إسرائيل عن مقتل 1200 شخص واقتياد عشرات الرهائن إلى قطاع غزة، وبعد الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك وأسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص، بحسب مسؤولي الصحة في غزة، وتسبب في أزمة إنسانية.

وجابه الاحتجاجات في جامعة كاليفورنيا وغيرها من الجامعات محتجون مناهضون اتهموها بإثارة الكراهية ضد اليهود. ويقول المؤيدون للفلسطينيين، ومن بينهم بعض اليهود المعارضين للأعمال الإسرائيلية في غزة، إنهم يوصفون ظلما بأنهم معادون للسامية بسبب انتقادهم الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان.

(إعداد محمد حرفوش ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين ومحمود سلامة)

2024-05-02T19:04:08Z dg43tfdfdgfd