إسرائيل تبدأ إخلاء مناطق في رفح وحماس تحذر من "تطور خطير"

من محمد سالم ونضال المغربي

رفح (قطاع غزة) (رويترز) - طلبت إسرائيل من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من رفح يوم الاثنين فيما بدا أنه استعداد لهجوم تهدد به منذ فترة طويلة على معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة حيث يحتمي أكثر من مليون شخص نزحوا جراء الحرب.

وقال شهود إن بعض الأسر الفلسطينية خرجت على غير هدى تحت زخات المطر بعد أن تلقت تعليمات من خلال رسائل نصية باللغة العربية واتصالات هاتفية ومنشورات بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة خدمات إنسانية موسعة" على بعد 20 كيلومترا.

وقال سامي أبو زهري القيادي الكبير بحركة حماس لرويترز إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير وسيكون له تداعياته".

وأضاف أن "الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب"، في إشارة إلى التحالف الأمريكي الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ في حث سكان رفح على الإخلاء في عملية "محدودة النطاق". ولم يذكر أسبابا محددة، كما لم يذكر ما إذا كان ذلك سيتبعه أي عمل هجومي.

وقال أبو رائد وهو أحد النازحين في رفح لرويترز من خلال أحد تطبيقات التراسل "كانت بتمطر طول الليل ومش عارفين وين نروح، طول الوقت كنا قلقان انه هيك يوم راح ييجي، هلقيت لازم أشوف وين ممكن تروح بعيلتي".

وقال شهود إن المناطق التي تريد إسرائيل نقل النازحين إليها في رفح وما حولها مزدحمة بالفعل ولا يوجد مساحة تقريبا لإضافة المزيد من الخيام.

وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على حسابها الرسمي على إكس "الهجوم الإسرائيلي على ⁧‫رفح‬⁩ سيعني زيادة المعاناة والوفيات بين المدنيين. العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص... الأونروا لم تقرر الإخلاء، ستستمر الوكالة في البقاء في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس".

وبعد مرور سبعة أشهر على حملتها العسكرية على حماس، تهدد إسرائيل بإطلاق عملية عسكرية برية في رفح، التي تقول إنها تؤوي الآلاف من مقاتلي الحركة وربما عشرات من الرهائن وإن من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة.

ومن شأن أي اجتياح واسع أن يوقع خسائر بشرية كبيرة، وهو ما يثير قلق القوى الغربية وكذلك مصر المجاورة التي تحاول التوسط في جولة جديدة من محادثات الهدنة قد تشمل إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

* خلافات

أثارت خطة اجتياح رفح خلافات معلنة غير معتادة بين إسرائيل وواشنطن. وفي محادثات مع نظيره الأمريكي، ربط وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عملية الإخلاء يوم الاثنين بالجمود في الجهود الدبلوماسية غير المباشرة، وهو أمر حمّل حماس المسؤولية عنه.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان "خلال مباحثاتهما، ناقش جالانت الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن، وأشار إلى أن حماس ترفض في هذه المرحلة المقترحات المطروحة".

وأضاف البيان "أكد جالانت أن العمل العسكري مطلوب، بما في ذلك في منطقة رفح، في ظل عدم وجود بديل".

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عمليات الإجلاء تتركز الآن في عدد قليل من الأحياء الواقعة على أطراف رفح والتي سيتم توجيه الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم منها إلى مخيمات في خان يونس والمواصي القريبتين.

وقال العديد من سكان رفح إنهم تلقوا اتصالات هاتفية لإخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة، تماشيا مع إعلان الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن الطائرات الإسرائيلية قصفت عشرة منازل في ضربة جوية ليل‭ ‬الأحد على رفح، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة آخرين.

وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين يوم الأحد في هجوم بالصواريخ نفذته حماس بالقرب من رفح، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، بينما قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 19 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية.

وجاء الهجوم على المعبر يوم الأحد في الوقت الذي تضاءلت فيه احتمالات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد على ما يبدو في ظل إصرار حماس على مطلبها الخاص بإنهاء الحرب في القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن وفي الوقت نفسه رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لذلك.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الاثنين "حربنا العادلة في غزة مستمرة بنفس الأهداف: إطلاق سراح جميع الرهائن وهزيمة حماس"، محملا حماس المسؤولية عن عدم إحراز تقدم في محادثات القاهرة.

وبدأت الحرب بعد أن نفذت حماس هجوما مباغتا عبر الحدود على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 34600 فلسطيني، 29 منهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأصيب أكثر من 77 ألفا جراء العملية العسكرية الإسرائيلية.

واتهم مسؤول كبير في الأمم المتحدة إسرائيل يوم الأحد بمواصلة منع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، في حين حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من وجود "مجاعة شاملة" في شمال القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.3 مليون شخص.

ورغم أن تصريح سيندي مكين، الذي جاء في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) بثت الأحد، لم يكن إعلانا رسميا بحدوث مجاعة، فقد قالت إنه استنادا إلى "الرعب" على الأرض "توجد مجاعة، مجاعة شاملة، في الشمال، وهي تمضي في طريقها جنوبا".

(إعداد أميرة زهران وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

2024-05-06T12:32:16Z dg43tfdfdgfd