بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السابق حاضر بقوة

توجه الناخبون في بنما إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وعامة الأحد، لاختيار واحد من ثمانية متنافسين ليكون الرئيس القادم للبلاد، وكذلك لاختيار مئات المشرعين والمسؤولين المحليين. وبعد حملة انتخابية استمرت أسابيع، سيقرر أكثر من ثلاثة ملايين لهم حق الانتخاب من هو الأفضل لإصلاح مشاكل بنما الاقتصادية الملحة، وللتصدي للفساد، واستعادة سمعة البلاد كمركز للاستثمار.

أغلقت الأحد مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية البنمية، التي يتنافس فيها ثمانية مرشحين، بينهم مرشح قريب من الرئيس السابق ريكاردو مارتينيلي (2009-2014) المدان بتبييض أموال، اللاجئ إلى سفارة نيكاراغوا، والذي بقي حاضرا بقوة طوال الحملة الانتخابية.

وتشكلت طوابير خارج مراكز الاقتراع في وقت باكر صباح الأحد، مع بدء نحو ثلاثة ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد وأعضاء مجلس النواب والحكومات المحلية في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.

يتقدم المحامي المحافظ خوسيه راؤول مولينو (64 عاما) بفارق كبير في استطلاعات الرأي مع حصوله على حوالي 37 في المئة من الأصوات، وفق آخر استطلاع.

لكنه اضطر إلى انتظار قرار المحكمة الذي وافق على ترشيحه وصدر في اللحظة الأخيرة الجمعة.

ولم يقترب غير ثلاثة من المرشحين السبعة البقية من الحصول على نسبة تأييد تبلغ 15 في المئة في الدولة التي تعاني فسادا متجذرا، وموجة جفاف شديدة تؤثر في قناة بنما التي تحمل أهمية اقتصادية بالغة بالنسبة للبلاد، فضلا عن تدفق المهاجرين المتوجهين إلى الولايات المتحدة الذين يمرون عبر أدغالها.

ويحتل المراتب اللاحقة لمولينو الرئيس السابق الديمقراطي الاجتماعي مارتن توريخوس، وسياسيان من يمين الوسط هما وزير الخارجية السابق رومولو روكس والسفير السابق لدى الولايات المتحدة ريكاردو لومبانا.

تظهر الاستطلاعات أن عدد الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم أكبر من عدد المؤيدين لأي من خصوم مولينو السبعة.

"واجهة لشخص تأكد أنه فاسد"

حل مولينو مكان الرئيس السابق ريكاردو مارتينيلي مرشحا عن حزب "تحقيق الأهداف" اليميني، بعدما خسر مارتينيلي استئنافا تقدم به ضد إدانته بغسل أموال.

وتم الطعن بترشح مولينو الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس، إلى أن تم استبعاد مارتينيلي على أساس أنه لم يفز في انتخابات تمهيدية، ولم يختر نائبا للترشح معه، بموجب القانون.

ورفضت المحكمة العليا هذه الشكوى الجمعة في حكم رحب به مارتينيلي، الذي يعتقد معظم البنميين أنه سيكون الحاكم الفعلي من وراء الكواليس، وفق استطلاع نشر مؤخرا.

بعد التصويت، توجه خوسيه راؤول مولينو إلى سفارة نيكاراغوا، حيث التقى مارتينيلي. وتصافح الرجلان بحرارة، وتبادلا عبارة "أخي، سنفوز" بحسب مقطع فيديو نشره فريق حملة حزب "رياليزاندو ميتاس" الذي أسسه مارتينيلي.

لجأ مارتينيلي ،الذي ما زال يحظى بشعبية في بنما، مع كلبه برونو إلى سفارة نيكاراغوا، ويدير منها حملته الداعمة للمرشح المقرب منه.

يتوق العديد من البنميين إلى فترة الازدهار الاقتصادي في ظل حكومة مارتينيلي من العام 2009 حتى 2014 التي شهدت تطورا في البنى التحتية، شمل توسيع القناة، وبناء أول خط مترو في أمريكا الوسطى.

تكشف الاستطلاعات حاليا أن ملفات ارتفاع تكاليف المعيشة والوصول إلى مياه الشرب والجريمة باتت أبرز القضايا التي تشغل الناخبين.

ورفض مولينو الذي كان رئيس الأمن العام في عهد مارتينيلي، القضية الجنائية المرفوعة ضد رئيسه السابق على اعتبارها مدفوعة سياسيا، وقد يملك قريبا سلطة إصدار عفو عنه.

والجمعة، دعا مغني السلسا الشهير والناشط البنمي روبين بليدز الناخبين إلى عدم التصويت لرجل وصفه بأنه "واجهة لشخص تأكد أنه فاسد".

مخاوف اقتصادية

وسيغادر الرئيس لورنتينو كورتيزو من "الحزب الثوري الديمقراطي" (يسار وسط) منصبه بعد ولاية شهدت اتهامات بانتشار الفساد على المستوى الرسمي، وتراجع الاستثمارات، وازدياد الدين العام.

وتقتصر الفترة الرئاسية في بنما على ولاية واحدة.

وباتت حوالي 45 في المئة من الوظائف في بنما في السوق غير الرسمي مع اقتراب معدل البطالة من نسبة 10 في المئة.

ويعاني ثلث سكان الريف من الفقر.

في الوقت ذاته، تم الحد من الحركة عبر قناة بنما التي يعتمد عليها الاقتصاد، وتمر فيها حوالي 6 في المئة من التجارة البحرية في العالم، نتيجة الجفاف.

وتعد منطقة دارين غاب بين كولومبيا وبنما، التي مر عبرها أكثر من نصف مليون مهاجر غير مسجل العام الماضي تعرضوا لانتهاكات انتقدتها مجموعات حقوقية، مصدر إزعاج آخر بالنسبة للرئيس المقبل. وتعهد مولينو إغلاقها.

يحق لنحو ثلاثة ملايين من مواطني بنما، البالغ عددهم 4,4 ملايين، المشاركة في الانتخابات التي تجري في جولة واحدة، يتطلب الفوز فيها حصد غالبية الأصوات.

كما أنهم سينتخبون مجلسا وطنيا جديدا.

وتتثمل هموم البنميين الرئيسية بالفساد وكلفة العيش، والحصول على مياه الشرب والحماية الاجتماعية.

فرانس24/ أ ف ب

2024-05-06T02:01:45Z dg43tfdfdgfd